ماذا لو بدأ متساكنو مدينة صغيرة في الاختفاء فجاة بدون سابق إنذار ؟ يكون أحدهم جالسا في مكان ما ثم يتجو كامل جسده ويختفي تاركا وراءه كومة من الملابس يبدو الأمر أشبه بيد خفية تمسك ممحاة كبيرة وتفسخ الناس وكأنهم صور مرسومة على الورق.

بل ماذا لو قامت الحكومة بعزل هذه المدينة الصغيرة، كي لا يتسرب فيروس الاختفاء المزعوم ؟ مالذي سيحصل بالضبط

وراء الأسوار ؟ وكيف سيواجه السكان مصيرهم ؟

رواية مشوقة إلى أقصى حد يحاول فيها الكاتب بكثير من الخيال والذكاء وروح الدعابة الإجابة عن تساؤلات اجتماعية وسياسية تمتنا كمواطنين قبل أن تسحرنا كفراء.

الكتاب عبارة عن محطّات مثيرة من حياة الكاتب، رسخت في ذهنه رسوخ شجرة التوت في أرض منزل عمّته الوحيدة بالبرج، وظلّت ملازمة فكره كلزوم ملامح جدّته للأب وهي توصل بعباءتها الصوفيّة البيضاء جارتها اليهوديّة وثلاثة من أخواتها إلى منزل أبويها بحي باب صالح بنابل بعد تأكّدها من زوال التهديد النازي في سنوات الجمر التّي عاشتها الإنسانيّة في أواخر الثلاثينات وبداية الأربعينات من القرن الماضي بعد أن أقدمت بشجاعة الأبطال من الرجال على إخفائهم عن الجنود الألمان في مخبا آمن من منزلها الفسيح بحي الراعي بنابل

J'avais dix-sept ans, uniquement. J'avais des rêves, des ambitions … Je voulais terminer mes études, devenir enseignante, orner ma vie, visiter les musées, les îles et les pays. Je voulais être libre comme la mer, comme l'air, comme le vent! Je voulais être une femme indépendante. Je n'ai jamais aimé le sentiment d'être possédée. Mon désespoir était profond, si profond. Aux vacances d'été, tout était préparé. Je me résignais à mon destin. J'ai porté une robe blanche comme toutes les mariées.

" Le Ciel reflète sa beauté sur la Mer
Il rougit, timide qu'il est !
Il pleut, fragile et si fier
Et parfois, froid et bleu ... Quelle Beauté ! "

هذا الكتاب مساهمة أخرى في تاريخ المدن تختلف عن سابقاتها في التزامها بالتاريخ، لا غير، بعد ما سبق من مداخل أدب الرحلة والأمثال والأساطير والعناية خاصة بالمدائن التونسية، على النحو الذي بيّنته في أكثر من تمهيد، وخصوصا الذي قدمت به كتابي "معي ... بين المدن" (نقوش عربيّة، تونس 2022) الدال عنوانه على استرفاق القارئ في تجوالي بين مدن تونس والعالم حيث تعمدت المزج بين المعلومات والذكريات قصد الإمتاع مع الإفادة. وإن اضطررت في هذا الكتاب الجديد إلى استعمال نصوص لرحالة عرب وأجانب من الرصيد الذي خصصته بكتب سابقة فإنّما ذلك لخدمة التأريخ استشهادا وإثراء، وفي حدود مضيقة تجنّبا للتكرار وسعيا إلى الإضافة. وحسبي، بدل الإعادة، الإحالة على منشوراتي السالفة

يحتوي هذا الكتاب على مقالات, سبق أن نشرت حول صفحات من تاريخ جهة قفصة في الفترتين الحديثة و المعاصرة. وصدرت إما في مؤلفات جماعية أو في مجلات علمية بين 2009 و 2017. وهي ثمرة أعمال في أطر أكاديمية ... وفي نطاق مشاركات في ندوات وطنية وإقليمية ودولية مختصة في العلوم الإنسانية والإجتماعية .. ورغم تعلق هذه البحوث بالتاريخ المحلي فإني كنت حريصا على تخليصها من المحلية الضيقة لأجعل منها مجرد مختبر لتدارس تجارب الجماعات الواحية, بصفتها تعكس نماذج من ممارسات الإنسان في أبعاده الشاملة

سامي المقدم : هذا الكتاب نبع من مشروع «رويايات الجيب التونسيّة» دون ان يكون ضمنها. جمع الكُتّاب الأعزّاء جاسر عيد، زياد بوشوشة، مالك بن عز الدّين، منصور شلندي، عاطف الحاتمي وطارق اللموشي، وهو إجابة مباشرة على العجز الذي نشعر به جميعا تجاه الجرائم البشعة في حق شعب غزّة البطل. تناول كلّ منّا قلمه وأفرغ غضبه وعجزه واحباطه في قصّة ترويها شخصيّة، في إطار رواية واحدة منسجمة. ورغم قتامة الوضع، حاولنا تسريب جرعات من الأمل من خلال القصص المختلفة. وددنا، تحت مظلّة الخيال، توثيق ما يحصل حتّى لا ننسى .. ووددنا التبرّع ببعض ما نقدر عليه، ككُتّاب، علّ هذه المساهمة، على تواضعها، تكون شكلا من أشكال المقاومة. لم نضع أسماء المؤلفين تحت عناوين القصص .. وسنترك للقارئ مهمّة ربط كل قصّة وكل شخصيّة بالكاتب

تبحث الرواية في معنى الاغتراب الداخلي والخارجي الذي قد يفضي إلى خواء روحي، وإلى أزمات نفسيّة ترمي بصاحبها في حديقة الشتاء العارية، تطير في سمائها طيور سوداء تشبه الغربان وما هي بالغربان

يجوب مستكشف غامض ومنفرد الصحراء سعيا وراء جراد أسود يعتقد أنه سيكون مصدر كارثة قادمة. مهووسا بالبحث عن منبعه، مجذوبا بقوة غامضة، لا يستطيع المستكشف سوى التوغل قدما في عمق الصحراء متيقنا بقدرته على مواجهة نهاية العالم بمفرده .. في الليل يأتي إيماشق، روح الصحراء، ليؤنسه ويحاول إقناعه بعبثية مخططه . "لكل شيء نهاية" لا يفتأ يردد ذلك على مسامعه .. نقطة الصفر قصة شخصية، تساؤل وجودي وتأمل في عالمنا الحالي، تطمس الحدود بين الواقع والخيال وتغوص في قلب الصحراء بشسوعها الساحق وصمتها المطبق

يختزن مجال تالة ثروة رخامية معتبرة، قادرة الى جانب المدخرات الطبيعية والتراثية العديدة الأخرى، على المساهمة بصفة فعلية في النهوض بالجهة، وإخراجها من واقع الاقصاء الاقتصادي والتهميش الاجتماعي المضروب عليها منذ عشرات السنين، لم تحرم الطبيعة الجهة من الثروات، وهي موارد ركمتها الطبيعة عبر ملايين السنين رخام تالة وفوسانة وبولحناش، وجيرالشطاح والحجارة الاسمنتية بفريانة .. مع ذلك هي جهة متخلفة بسبب الفعل البشري وخيارات السلطة، التي اعتمدت منوالا تنمويا يؤدي بالضرورة الى تفقير الدواخل، لخدمة السواحل على شاكلة اقتصاد الاستنزاف أو الاقتصاد الاستعماري

تلك المحطات الزاخرة بالنشاط والعمل الخيري تجعلنا نؤمن بقدرة الأفراد والشعوب على التغيير والإصلاح والنهوض من جديد بالتعاون ومد يد العون ... نحن نعيش في إطار عائلي . ترعرعنا في قريتنا ولنا فيها ذكريات وحنين يشدنا بقوة إليها ; ففي حدائقها الخضر لعبنا ومازلنا نلهو ونمرح ... فيوا رسمنا أحلاما وآمالا ... داخل المنزل إخوتي الأعزاء وأمي الحبيبة التي أنام على آثار لمسات يديها الدافئتين وأنغام أهازيجها وقصصها المشوقة وأصحو على رنين صوتها ... صمت قليلا ثم تابع حديثه : صديقي ... لو أغلقت كل منازل العالم ومؤسساته وحدود الدول كلها فإن لي مكانا أرحب ... هو قلب أمي، فيه أتربع ... أسير معها حيثما تسير ... أمي تفوق الجميع بما تحمله في قلبها من المحبة والعطاء والقيم النبيلة الخالدة