في ساعته المعتادة من الصباح، فتح بوتيرو باب ورشته، وهو في تمام أناقته وهمّته وشوقه، خطا خطوتين وتوقّف فجأة، ثمّ خرّ على أقرب مقعد منه، فرجلاه الهزيلتان ما عادتا تقويان على حمله، وأمّا يده اليمنى فقد أصابها وجع، من منبت الذراع حتّى أصغر أصابعه التي شلّت حركتها بالكامل، وسرعان ما شعر أنّه قد بدأ يفقد أنامله شيئا فشيئا، لحظة كان يدوّر بصره في لوحاته الخاوية من عناصرها، ومجسّماته المفقودة، وورشته التي صارت شبيهة بقرية أطلال تبكي هجر ساكنيها.
في ساعته المعتادة من الصباح، فتح بوتيرو باب ورشته، وهو في تمام أناقته وهمّته وشوقه، خطا خطوتين وتوقّف فجأة، ثمّ خرّ على أقرب مقعد منه، فرجلاه الهزيلتان ما عادتا تقويان على حمله، وأمّا يده اليمنى فقد أصابها وجع، من منبت الذراع حتّى أصغر أصابعه التي شلّت حركتها بالكامل، وسرعان ما شعر أنّه قد بدأ يفقد أنامله شيئا فشيئا، لحظة كان يدوّر بصره في لوحاته الخاوية من عناصرها، ومجسّماته المفقودة، وورشته التي صارت شبيهة بقرية أطلال تبكي هجر ساكنيها.