وأمسك يدي بعنف ولامست السكين جلدة رقبتي .. خفت من الموت في تلك اللحظة .. أحسست بدقات قلبي توقفت .. بكيت متوسلة .. الدموع تنسكب على خدي وتبلغ صدري تسيل بغزارة .. تمنيت لو تحمله الدموع على الإشفاق علي .. رجوته أن يلعن الشيطان ويعدل عن فعلته .. لم يبال بدموعي وتوسلاتي وجاهدت لنزع لسكين فجرح إصبعي .. وقتها شممت رائحة الخمرة من فمه .. كانت ممزوجة برائحة عرقه .. وقد ضاعف سكره خوفي .. وتعاظم جزعي وكدت أتقيأ .. شيء من الغثيان يحتويني .. توسلته في تودد حقيقي دون فائدة .. ظللت أقاوم والدم تسربت قطراته إلى فمي وتسللت رائحته إلى إنفي فأحسست بحرارته، قطرات الدم على صدغي

لم أقدر على التفوّه بأيّ حرف، كلّ كلمة كانت كالسوط تجلدني وتشعرني بفداحة الخطأ الذي ارتكبته، أشعرتني بأنّي أجرمت في حقّي وفي حقّ بابا، بانت كلّ الحقيقة في كلامه، عرّتني وفضحتني وجعلتني أدرك حجم تفاهتي وغبائي، وشعرت بغصّة كبيرة في حلقي وأنا أجيب : لم أكن أرى الأمور بهذه الصورة، أنا ولدت وتربّيت هنا واعتبرت أنّ من حقّي عيش حياتي كما أريد أنا ككلّ أندادي، أن أقرّر مصيري، أن أختار أنا ما أريده وكنت أصطدم بآراء بابا، كنت أراها كالقيد الغليظ تكبّلني، رأيت فيها تشدّدا وتخلّفا ومن هنا بدأت خلافاتنا

La Complainte du poète insensé, tel est le titre d'un poème en langue arabe de Mohamed Laâribi, membre du groupe Taht Essour, poème qui résume à lui seul sa condition d'artiste poète, parolier, nouvelliste, mémorialiste, dramaturge, journaliste littéraire et politiquement engagé dans la lutte nationale. A travers ce phare méconnu, mort précocement dans le dénuement et l'anonymat comme la plupart de ses compagnons de bohème, cette biographie romancée retrace la figure du poète maudit, illustrée dans toute sa misère et toute sa splendeur.

Dans les années cinquante à Djerba, l'histoire d'un adolescent d'origine sicilienne, élevé dans une ambiance tuniso-djerbienne, prend une tournure inattendue lorsqu'il rencontre une jeune fille du pays. Malgré les obstacles sociaux et culturels qui se dressent devant eux, l'amour naît entre ces deux êtres que tout semble séparer. Cette histoire authentique dépeint les défis et les privilèges liés à cette relation interculturelle, reflétant la richesse et la complexité des années passées sur cette île méditerranéenne.

تطرح هذه الرواية سؤالا، تطرح أسئلة. لعلّ أهمّها كيف يصبح الإنسان إرهابيّا؟ أو كيف لتونسيّ بالذات أن يصبح إرهابيّا؟ يصبح السؤال أكثر تعقيدا عندما يروي المؤلّف قصّة أخوين ولدا من نفس الأمّ ونفس الأب، بل هما توأم. فكيف لأحدهما أن يصبح يساريّا وكيف للآخر أن يتحوّل إلى إرهابي؟ توأم عاش نفس الظروف وتلقّى نفس التربية

إن أصعب الأشياء في حياتنا، هي تلك الأوقات التي يغيب فيها المنطق ونفقد فيها الوعي والشعور ، حين تختلط لدينا الأحلام بالأوهام وتعبث بنا الأيام وتقتلعنا من طمأنينة، كانت ولا تزال أقسى ما تحلم به قلوبنا وما تتمناه... كم يبدو الأمر قاسيا ومربكا حين تخذلك نفسك على غير ما تتوقع وقد احتضرت في داخلك الكلمات، لتعيش ذلك المخاض المؤلم من الأمنيات التي تأبى أن تتحقق لك، تلك التي تصرخ لأجل أن يعرف العالم من حولك .. كم هو صعب طعم انتظارها ... تخيل عذاب السؤال وأنت تسعى وراء حاضر لا تعثر فيه على نفسك وماض مضى من دونك، ومستقبل لم يكن لك يوما

في عام 2015، هرب مئات الآلاف من السوريين من الحرب الأهلية بحثا عن حياة أفضل، عبروا في رحلتهم لبنان وتركيا واليونان ومقدونيا وصربيا وهنغاريا والنمسا قبل وصولهم إلى ألمانيا. كانت مغامرة خطيرة وغير إنسانية، لكنها مثلت الأمل الوحيد والفرصة الأخيرة. قليلون هم من تبوها

نهضت من نومها فزعة في شهقة عميقة وصوت وجيب قلبها يملأ صدرها وأذنها. جلست في مرقدها تلهث محاولة فهم ما جرى. بضعة ثوان كانت كافية ليتجلى الضباب الذي يلف عقلها. جالت حولها بعينيها لتجد أنها في غرفة نومها وفي فراشها ... مدت يدها تلقائيا لتضيء الأباجورة وتتفقد الساعة، إنها الثاثلة صباحا. نفس الحالة التي تعتريها في نفس الوقت، كل يوم منذ ما يقارب الثلاثة أشهر، ولا تدري لها تفسيرا

هذا النص يعزز من وجاهة ما أستشرفه من قراءاتي خارج مدونة الأدب العربي الحديث , فهو يقوض الحدود و الفواصل بين الأجناس الأدبية , حتى لكأننا إزاء بنية تماه بالمطابقة , تؤكدها مراجعات ما انفكت تتتالى لمقولة " الجنس" و "الشعر" و "القصة أو الرواية", و لم نعد نطمئن كثيرا لما استقر من تصنيفات اقتضتها دوافع هي في أحيان كثيرة ايديولوجية , و أحيانا تبسيطية . و قد لا تكون هناك حدود جلية و قطعية.
د. المنصف الوهايبي

كيف نحول وصم النبت الشيطاني أو زريعة إبليس، بحسب العبارة التونسية الدارجة، إلى كشاف يسلط الأضواء على المسكوت عنه في قصص النساء وأعطابهن وآلامهن وميراثهن المخفوق جيدا في وعاء المحرم الاجتماعي من دون أن نجازف بالهتك ... هتك سحر القصص نفسها ؟ بل كيف نقبض على الأنثوي الهارب من الأنثى إلى الصدور المغلقة والرسائل المضمخة بالدموع والأسرار المنقولة من جيل إلى جيل من دون أن نغامر بإرهاق السرد بالألاعيب الإيهامية ؟

كم وددت إخبار أحدهم بكل ما يثقل الروح والجسد ثم أقتله وأنتحر، خفت من نظرة الشفقة في عيني من سينصب، ثم قلت علي الكف عن الشكوى والتذمر والذهاب إلى أبعد ما يمكن أن يقال، فأنا أحادث نفسي في النهاية، فألفظ كل ما تكتل في أعماقي، وأقر إني لم أكن ملاكا، لم أجبر على خطوى، سرت في منحدرات واضطررت إلى الجري أحيانا حتى لا أقع