طين الله - الطيب الجوادي

9789938390339
18.00 TND
شامل للضريبة

كانت الثقة بيني وبين نعيمة بنت عمّي متبادلة،ولم يكن أيّ منّا يخشى أن يذيع الآخر أسراره مهما كانت المغريات والدوافع،والسبب هو أن علاقتنا كانت محكومة "بتوازن الرّعب "أو "تقوّد ،نقوّد"،فقد كانت هي صندوقي الأسود ،وكانت شاهدة على كلّ حماقات طفولتي وكنت أنا أيضا صندوقها الأسود والشاهد الوحيد على حماقاتها،وقد حصل أن وشت بي ووشيت بها،ولكننا كنّا ندرك بوعينا الطفوليّ الساذج أنّ كشف بعض الأسرار الخطيرة سيؤدّي إلى نتائج كارثيّة لا يمكن احتمالها،وقد كانت شاهدة على إحدى أفظع حماقاتي على الاطلاق،فقد كان مطلوبا منّي ومن المنصف ولد عمّي أن نحرس شكائر القمح ليلا في الحقل بعد أن تنتهي آلة الحصاد من مهمّتها ،فاتفقنا مع أحد التجار أن نبيع له كميات من القمح لقاء فلوس ينفقها المنصف في ملذّاته ونزواته وأنفق أنا اكثرها في اقتناء أقاصيص كامل كيلاني والمكتبة الخضراء،كنّا نفكّ الخيط الذي يربط الشكائر وننقص منها بعض الكيلغرامات نملأ بها ثلاثة أو أربعة أكياس يحملها التاجر على عربته المجرورة بالحمار ويمضي بها،وبمجرّد وصول يمّة في الصباح الباكر تبدي استغرابها من طريقة ربط الشكائر،وتتساءل بمرارة:

-نحسّها الشكاير ناقصة ،والبارح ما خليناهمش مربوطين هكّة

فكنّا نهوّن من الامر،ونضحك من كلامها،فلا تحقّق في الامر،لأنها كانت على ثقة تامّة أنّ "ولدي الطيب مستحيل يسرق"،بينما كانت نعيمة بنت عمّي على علم بما نفعله،وكانت تنال نصيبها من الفلوس لقاء صمتها،وقد كشفت ليمّة السرّ الخطير قبل رحيلها بشهرين في حضور نعيمة فكان جوابها

-"والله العظيم كنت نعرفك انت والمنصف تنقصو من الشكاير،وحسبت روحي ما نعرفش،لخاطر الفلوس كنت تصرف فيها في شريان القصص من الكاف،،،"

9789938390339

البيانات

الناشر
Zayneb Édition
تاريخ الصدور
2019
Format
Grand format
اللغة
العربية

طين الله - الطيب الجوادي

18.00 TND