نحن أبناء القرن الواحد والعشرين، غارقون حتى النخاع في خوارق التكنولوجيا، عبدة « الإنجيل الجديد »، دعاة الديمقراطية والحضارة العالمية الكبرى، والباحثون عن ذواتنا بين جماليات الألوان والردع لقوانين الحداثة، وها نحن نتبع أجدادنا السابقين مفتشين بين الكتب واللوحات عن مجد لهذا الإنسان الغريب، آملين من الدولة الحديثة کرامة تحفظ شتات هذا الأخير من هواجسه
لقد نشأنا على أنقاض القوانين الكلاسيكية وشهدنا على ثورات العالم العربي. شهدنا تحطم هذا الإنسان المعاصر وهو يحصي خيباته ويشحذ قانونا ينصفه
تشتّتنا أمام تعدد الثقافات، طالبنا مرارا بسعادتنا، فرحنا، أحلامنا، وجودنا، وكل ما اقترفت آمالنا من ذنوب وانتظارات
إن لكل هذه الأحداث وقعا خاصا في إعادة ترتيب السياق الاجتماعي ترتيبا فوضويا مشتّتا بين الثقافات وفي تشريع القوانين الأخلاقية. لقد اجتمعت القوانين العالمية الكلاسيكية والحديثة على منع الإنسان من الخروج عن النظام الأخلاقي والالتحام بالطبيعي، ودائما مايكون الجسد سببا في الاعتداء على صورته الأخلاقية سواء كان عاريا أو متكلّما لغته الايروسية، وهذا ما وضع العاري الاستطيقي في لبس تجاه رسالته من جهة، وتمريره لهواجس الفنان من جهة ثانية، وتعريته للعالم الخارجي من جهة ثالثة
ولعلّ البحث الفلسفي المتواصل حول مشكل الإنسان سيكون خيطا وسيطا بين الجسد العاري وبين الفنّان لطرح بعض الإشكالات المتعلّقة بمفهومي العري والعاري وبقدرة هذه الحضارة على تشكيل العاري حسب أولوية المرئيات في صراع دائم لهذا الأخير بين الظهور والتخفيّ