يتوجه بول فينياي دوكتون، داخل البرلمان الفرنسي إلى النواب وأعضاء الحكومة وخصوصا إلى ستيفان بيشون المقيم العام بالبلاد التونسية ووزير الدولة بالخطاب التالي
سيادة الوزير ماذا يكون موقفكم لو اتّحدت هذه الجموع الغفيرة من الخمّاسة الّذين تعجّ بهم الأرياف التونسية وتحوّلت إلى عاصمة تونس مطالبة بالرغيف الّذي انتزعتموه منها قسرا ؟ لا شكّ أنّ كل الشرفاء، مهما كانت اِنتماءاتهم القومية أو العرقية، سيساندون هذه الحركة الانتفاضية
لقد رفضتم وباحتقار شديد كلّ مشاريع إصلاح نظام الخماسة، كما تغافلتم عن المقترحات الداعية لقاومة الفساد والرشوة الّتي يمارسها الأعوان الإداريون من قيّاد ومراقبين مدنيين . ويبدو أنّ هذا الواقع المتردي قد صار جزءا لا يتجزأ من نمط الحكم
إنني على يقين تام من أنه لو دوّى الجبل بدواميسه العميقة في صرخة غضب واحدة لارتعدت فرائص الجلادين من أصحاب الأسهم وأوساط المال والسلطة. في هذه الحالة لن ينام هادئي البال أصحاب لو روا بوليو والقبطان بيرصو مدير منجم الرديف المنفّذ المباشر لجرائمهم
على أنّ الدماء المهدورة داخل دهاليز الموت، والعرق المسكوب على مادة الفسفاط المستخرجة من باطن الأرض، لا يعني شيئا أمام تصاعد أسهم الشركة، خصوصا إذا كانت هذه الدماء، دماء الشعوب المغلوبة والفئات المعدمة منها على وجه التّحديد